الثروات والكنوز الحضارية والمدن التاريخية في محافظة تعز.. مديريتا شرعب (السلام والرونة)

04/08/2014 21:03:20
more

 

المقدمة:

أخي القارئ الكريم .. بعد توقف استمر طوال شهر رمضان المبارك أعاده الله علينا وعليكم ونحن في أتم الصحة والعافية، يسرني أن أواصل الكتابة عن الثروات والكنوز الحضارية والمدن التجارية في محافظة تعز؛ عن مديريتا شرعب السلام وشرعب الرونة، بهدف تعريفك أخي القارئ الكريم وشبابنا بجغرافية اليمن وثقافته لتحقيق التواصل والتعارف بين شباب اليمن الموحد التي فرضتها علينا العزلة التاريخية بسبب عدة عوامل تاريخية متراكمة، وتسليط الضوء على معالمنا التاريخية والثقافية والتعريف بعدد من علمائنا في الأرياف والمدن لتكون حافزاً لأبناء وطني للاقتداء بهم، وأن مديريات اليمن أنجبت العديد من العلماء الذين يسجد لهم التاريخ، وفي نفس الوقت التعرف على ودياننا وجبالنا وحصوننا التي كانت عبر التاريخ هدفاً للغزاة والسلاطين والملوك من الوافدين على اليمن سواء كانوا من الروم أو الفرس أو الأحباش أو من الأتراك، أو من طالبي الثروة أو الجاه أو الحكم، والذين يعلمون أن اليمن غنية بثرواتها المتنوعة والتاريخ يحكي عدة أمثال حية لمثل هذه النماذج من طالبي الثروة، والتاريخ يحكي الكثير عن ثروات اليمن والحقائق التي تبرز أهمية موقع اليمن الجغرافي وثرواته المتعددة..

شـــرعـــــب

شَرْعَب: وردت في (لسان العرب لابن منظور، وشمس العلوم لنشوان الحميري، ومعجم البلدان لياقوت الحموي)؛ بفتح أوله وسكون ثانيه وفتح العين المهملة وآخره باء موحدة؛ والشرعب الطويل، ورجُل شرعب: طويلٌ خفيفٌ الجسم، وشرعب الشيء: طوِّلَه، والشرعبة: شَقُّ اللَّحمِ والأديم طولاً، وشرعبه: قطعه طولاً. والشرعبي والشرعبية: نوعٌ من البُرُودِ، وشرعب مخلاف باليمن تنسب إليه البرود والرماح الشرعبية.

شرْعَب: بالشين المعجمة وسكون الراء وفتح العين المهملة وآخره باء معجمة، تشمل على مديريتين في محافظة تعز، هي: شرْعَب السلام و شرْعَب الرونة، وتتكون كل مديرية منهما من عدة عزل، وشرْعَب منسوبة إلى "شرْعَب بن سهيل بن زيد الجمهور بن عمر بن قيس بن معاوية بن حشم بن عبد شمس". و شرعب مخلاف واسع وافر الخيرات أكثر منتوجاته البن والموز، وقد أوردت المصادر التاريخية الإشارة إلى بلاد شرْعَب وحصونها.. وأشهر جبال شرعب هي : الواضيحة، الأسد، الحريم، الزراعي، وذكر المؤرخ الكبير المرحوم القاضي الحسن بن أحمد الهمداني في كتابه "صفة جزيرة العرب" جبال شرْعَب وأن مشرقها نجد المخرب، ويضيف المرحوم القاضي محمد بن علي الأكوع في تحقيقه لكتاب (صفة جزيرة العرب) للهمداني؛ بأنها تعرف اليوم "نجد المخيرب بالتصغير"، وهي ما بين شرْعَب وشمير).

مديرية شرعب السلام

مديرية شرعب السلام: تقع في محافظة تعز في الجزء الشمالي منها، وإلى الشمال الغربي من مدينة تعز على بعد 30كم. يحدها من الشمال مديريتا: فرع العدين ومذيخرة (محافظة إب)، ومن الجنوب مديريتا: التعزية وشرعب الرونة، ومن الشرق مديريتا: التعزية ومذيخرة، ومن الغرب مديرية شرعب الرونة. وتبلغ مساحة المديرية 200كم2. ومركز المديرية مدينة الربوع (السوق). تضم المديرية (116) قرية تشكل (18)عزلة، هي: (الأحجور، الأشموس"وهي وادٍ ومركز إداري في المديرية، والنسبة إليها: شماسي"، الأقيوس "وأهم قرى الأقيوس: المشنَّه، وادس السحب، الزِنج، الذِراع، العَفره، القصر، المَسنح، المِرباخه"، الأكروف "من قرى الأكروف: الظِهيراء، وادي الحَجْر، نقيل عُسيق، المِقطَار، وَحفات، القَردحه، النُوَيدِره، الدَهَامشه، العَقَّيمه، نَعره، الروضه، المَدوَرَّه، القَرحى، الأسلُوف، وغيرها"، والأمجود "تقع في منطقة يحتضنها جبل الصَّنَع الشاهق، ويقع في أسفلها وادي نَخله الذي ينتهي إلى حيس ويواصل جريانه إلى البحر الأحمر. ومن بين أهم أودية وقرى الأمجود: وادي نَزل، وضيحه، الحبيره، وادي النقيع، عَرَاجه، وادي بني عبدالله، بني جلال، الدُفدف، المنصوره، وادي الحَمد، الأقرَاد، سد الناصره، وادي الصُرم، وادي ناجي، بني قاسم، الأعدَان، تُباشع، بني صلاح، بني المجيدي، وادي العَواش، النزيهه، دار النقيل، وغير ذلك. ويسكن هذه المواضع نسل من المعافر بن يعفر ومن همدان ومن السكاسك ومن الكلاع، أيفوع أسفل، أيفوع أعلى" الأيفوع، وقال الهمداني أن كثير من قبائل حمير تأتي على وزن الأفعول: الأيفوع والأيزون والأوسون والأحروث. ويُطلق هذا الإسم اليوم على مركزان إداريان في غربي المذيخرة، وعدادهما في مديرية شرعب السلام في شمال محافظة تعز، هما أيفوع أعلا وأيفوع أسفل. ومن بين قرى أيفوع أعلا: المَعْبَل، المَقلَد، بشيمه، معاين، الكبب، عدن ضبيه، وادي الحريقه، الرُوَف، وادي المخالب، ومن سكانه: آل القادري وآل غالب. أما أهم قرى أيفوع أسفل فنذكر مها: خَبَاءه، السَنَعات، الثَّواجر، وادي مَشقَب، وادي كِحال، بيت شَعبان، وادي الحَجر، وَحَفات، نقيل عُسيق، النويدره، الروضه، المدوره، القردوحه، الأسلوف"، بني بحير، بني سبأ، بني شعب، بني عون، بني وهبان "قبيلة ومركز إداري من مديرية شرعب السلام. ينتمي إليها الشيخ بحير بن محمد بن وهبان المتوفي سنة 884هـ وهو أحد ولاة الدولة الرسولية على بلاد شرعب"، التبهة، الزوحة، الشريف، عزبان، العسيلة "بفتح فتشديد السين. جبل وواد وقرى ومزارع من أرض شرعب في الشمال الغربي من مدينة تعز بنحو 37كم"، القفاعة "بالفتح. قبيلة من الثَوجَم أحد فروع قبائل المعافر. ينسبون إلى القفاعة بن عبد شمس بن وائل الصوار، مواطنهم في مديرية شرعب السلام بالشمال الغربي من تعز"). وبلغ عدد سكان هذه المديرية (109730نسمة) في تعداد عام 2004م.

مديرية شرعب الرونة

•           مديرية شرعب الرونة: تقع في محافظة تعز في الجزء الشمالي منها، وإلى الشمال الغربي من مدينة تعز على بعد 39كم. يحدها من الشمال محافظة إب (مديرية فرع العدين) ومديرية مقبة، ومن الجنوب مديريتا: مقبنة والتعزية، ومن الشرق مديريتا: التعزية وشرعب السلام، ومن الغرب مديرية مقبنة. وتبلغ مساحة المديرية (417كم2)، ومركز المديرية وعاصمتها مدينة الرونة. تضم المديرية (112قرية) تشكل 21عزلة، هي: (الأجشوب "مركز إداري من مديرية شرعب، بالغرب الشمالي من تعز بمسافة 30كم. ومن هذه المنطقة الشيخ حمود سرحان بن سعيد بن ناصر الأجشوبي، المتوفي غِيلةً سنة 1398هـ، كان من كبار مشائخ شرعب وعضواً في مجلس الشورى"، الأخطوب "جبل ومركز إداري من مديرية شرعب الرونة وأعمال تعز. أهم بلدانه: جبل بني علي، الأهليل، العطريه، الودقه، العُزله، مَوجره، الشاميه، عَدن الأهْجَام، وغير ذلك"، الأسد "جبل في غربي شرعب، يُشكل في أعماله مركزاً إدارياً من مديرية شرعب الرونة وأعمال تعز. يشمل مجموعة قرى منها: الجَرف، هُوَب الشيخ، العَرش، المِضَيَّه، القِلَيعة، هُوَب المَشْبَق، بيت الوِعَيره، دار الدُهامي، بني راجح، نَجد الغُوَيل، الفَرَاعه، المُطَيْلع، الرّاكِزه، وادي بُكَيْر، وادي عامر، النِجَيدَين، المِهْجَام، الوَطأه، الذَراري، الشَّرَاعِب، الأقروض. وتسيل مياه جبل الأسد إلى وادي حَيس في تهامة."، الأشراف "مركز إداري من مديرية شرعب الرونة، محافظة تعز. أهم بُلدانه: وادي مَدجره، وادي الجَد، الجَراور، الموره، السُيداء، القريه البيضاء، نَجد الحَدّاد، وادي محمد، وادي هارون."، بني الحسام "قرية ومركز إداري من مديرية شرعب الرونة وأعمال تعز. ومن سكان المنطقة آل قحطان."، بني زياد، بني سري "وهو مركز إداري من مديرية شرعب الرونة من أعمال تعز. إليه يُنسب الدكتور أحمد السِّري أستاذ التاريخ بجامعة صنعاء وأحد المشاركين في كتابة القصة القصيرة."، بني سميع، بني مرير "بفتح الميم وكسر الراء، مركز إداري من مديرية شرعب الرونة وأعمال تعز. من محلاته: قرية الحرف محل المشائخ آل سُفيان، وجبل قُشيعه، وبلدة قُبَيْر، والمَعْيَن بفتح فسكون ففتح. ولعل من هذه المنطقة الشاعر الشاب: مختار عبده المريري."، الحسية "مركز إداري من مديرية شرعب الرونة وأعمال تعز"، حلية"بفتح فسكون ففتح. مركز إداري من مديرية شرعب الرونة بالغرب الشمالي من تعز"، الرعينة، الزراري، الزغارير، شرقي حميرا، عوادر "قبيلة من حِمير ثم من شرعب، ديارهم بالشمال الغربي من تعز"، الغربي "بفتح فسكون: مركز إداري من مديرية شرعب وأعمال تعز. يقع في حدود مقبنة"، الملاوحة "قبيلة ومركز إداري من مديرية شرعب الرونة وأعمال تعز. أهم قراه: الخوامس، وادي الرِقَاع، الحَجَفه، العكده، المِسوَاد، المنصوره، الخَرابه، الرّاهِدَه، حسيد، العداسه، سوق الحرية، الحَيْمَه، المحراسه، هَيجة الزَّرَارِي، الذَّنَبه، وغيرها."، مورخة "بلدة ومركز إداري من مديرية شرعب الرونة وأعمال تعز."، نصف العزل، الهياجم "بكسر الجيم. منطقة بمديرية شرعب الرونة، في شمال غرب مدينة تعز. تشمل قُرى وادي الماء ووادي السَل وعُسيَق والكُبَيبَه والعَنترب وغيرها. وإليها يُنسب الشيخ محمد بن محمد بن عبدالملك الهياجم وكيل محافظة تعز، ومنهم عبدالعزيز الهياجم من أبرز كتاب جريدة الثورة اليمنية وأحد كتاب اليوميات."). وبلغ عدد سكان مديرية شرعب الرونة (147708)نسمة وفقًا للتعداد العام للسكان والمساكن للعام 2004م. ولقد زرت مديرية شرعب الرونة في منتصف الخمسينيات من القرن الماضي عندما كان عمي المرحوم القاضي حسين بن عبدالله العرشي عاملاً في مديرية شرعب الرونة، وكان غائباً عن مدينة صنعاء لمدة تزيد عن خمسة عشر عاماً، وكنت أسمع من أفراد أسرتي أن لي عمٌ غائب عن صنعاء وهو عامل في شرعب، وعند زيارتي له في شرعب استقبلني عمي حسين استقبالاً كبيراً مليئ بالفرح، ومكثت عنده لمدة خمسة عشر يوماً، ثم رجعت إلى منزلنا في مدينة تعز حيث كنا نسكن مع عمي المرحوم السفير القاضي عبدالوهاب العرشي..

أودية شرعب

•           وادي نخلة: وهو مسيل لعدد من الأودية الصغيرة الجارية والنازلة من المرتفعات الجبلية من الجهة الشمالية من محافظة تَعِز، ومن المرتفعات الجبلية من الجهة الجنوبية الغربية من محافظة إب، وتسيل إليه من الجهة الشمالية مياه مرتفعات جبال شرْعَب وهي الوضيحة، وجبال الغربي والأسد، ويمر بوادي حيس في منطقة تهامة، ويصب شمال الخوخة مع وادي ضمى النازل من جنوب حيس، وهو وادٍ دائم الجريان خلال العام مما أكسب منطقة عزلة بني سبأ بالخضرة الدائمة، فجعلها متنفس طبيعي جميل ومنظر سياحي بديع، يضفي السكينة والطمأنينة على النفس البشرية، فأهلها أن تكون بحق متنزهاً ومكاناً صالحاً لهواة التسلق على الجبال.

•           وادي الزراعي: ومنبعه من مرتفعات جبل شرعب الغربية، وجبال ميراب ووادي الحيضان، ومخلاف شمير من مقبنة ثم يصب في وادي ضمى مسايراً لوادي نخلة، وينضم إليه سيل وادي الزراعي من شرعب، ويسقي أراضي حيس بتهامة، ويصب إلى البحر في موشج ومياهه دائمة طول العام في أعلاه.

من أهم المعالم والثروات الأثرية والتاريخية والسياحية في شرعب

تتمتع منطقة شرعب بالكثير من المعالم الأثرية والتاريخية والسياحية والأودية والجبال والحصون.. ونحن هنا نورد البعض منها، وعلى النحو التالي:

•           حصن جبل رهيد (رهيج): يُعرف قديماً باسم حصن جبل رهدان، ويتميز الحصن بعلوه الشاهق وانحدار شديد في تكويناته، فهو يقع في أعلى قمة جبلية يطل على المنطقة الشرقية لعزلة الاشراف، ويطل على عزلة بني حسام، وعلى بني مرير، وتحيط به مدرجات زراعية تكسوها الخضرة، وتتواجد على سطحه بقايا أنقاض وخرائب لمكونات الحصن المعمارية.

•           جبل الحريم: يعرف قديماً باسم جبل (شمر)، يقع في الناحية الشرقية من قرية حمير، وهو جبل شاهق تكسوه الخضرة، وقد طغت المزروعات في سطحه الأمر الذي أدى إلى تغطية الكثير من معالمه الأثرية وتظهر في قمة الحصن بقايا مدافن للحبوب.

•           قلعة القحيم: تعتبر هذه القلعة من أهم القلاع العسكرية التاريخية في المنطقة، تقع على قمة تل مرتفع تطل على الوادي، تحيط بها الجبال من كافة الجهات، وهي عبارة عن شكل دائري الجزء الأهم منها قد أندثر بفعل عوادم الزمن والإهمال، فهي بحاجة إلى ترميمات كبيرة.

•           حصن حلبة: يقع في عزلة حلبة، وهو عبارة عن حصن مبني بالأحجار على شكل دائري مُقام على تل تحيط به الأودية الخصبة من كافة الجهات، يبلغ ارتفاعه حوالي (15متراً)، وعرضه (10 أمتار) ويعتبر من المآثر التاريخية الهامة في المنطقة.

•           قلعة الفهيدي (الكريف): وتقع في عزلة بني وهبان مديرية شرعب الرونة محافظة تعز. يعود تاريخ بنائها الى العهد العثماني. وهي قلعة حصينة لم يتبق منها سوى السور وتعرف اليوم بالقلعة وهي الآن عامرة بدار الشيخ عبدالله قاسم.

•           مسجد الطفيلي (جامع محمد بن زياد): عبارة عن جامع مستطيل الشكل يبلغ طوله حوالي (20متراً) وعرضه (12متراً) بُني بالأحجار، ويعلو سطحه ستة قباب صغيرة الشكل تشابه قباب مدرسة العامرية في مدينة رداع، وهذا ما يجعل الباحثين والدارسين أن يُعيدوا النظر في تاريخ بناءه إلى فترة حكم الدولة الزيادية في (القرن الثالث الهجري) نظراً لتقارب اسم الجامع مع مؤسس الدولة الزيادية ثم جُدد في فترة حكم الدولة الطاهرية في (القرن العاشر الهجري)، ولا تزال الصلاة تؤدى فيه حتى الآن، وهو مقام على عمودين وكل عمود له أربعة عقود نصف دائرية، يحيط به من الخارج سور دائري، توجد به بركة "كريف" ماء مبنية حول الجامع يستفاد منها لتجميع مياه الأمطار، ويعتبر هذا الجامع معلماً إسلامياً أثرياً سيشكل عامل جذب أثري وسياحي للمنطقة إذا ما تم الاهتمام والتعريف به في وسائل الإعلام السياحية المختلفة.

•           مسجد الدوف: يقع على منحدر أسفل الجبل بين قرية صغيرة تسمى قرية الدوف، يعتبر من المساجد الإسلامية التاريخية القديمة، ويعيد الأهالي بناءه إلى الصحابي الجليل "معاذ بن جبل" الذي أوفده رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى اليمن، وهو على شكل مستطيل وأحجاره مهندمة يتكون الجامع من رواقين وعمودين فقط يحملان السقف وينتهي كل عمود بالتاج الذي على شكل حرف(T)، يحتوي على عدد من الآيات القرآنية والعناصر الزخرفية التي لم يبق منها إلاَّ القليل، فهو تحفة معمارية نادرة أنفرد بها، وخاصة أعمدته التي يبلغ ارتفاعها حوالي(4أمتار) تقريباً، وزخرفة المسجد تؤكد على أنه مسجداً أثرياً يشابه عمارة مساجد الدولة الرسولية، فربما كان لهم دور في تأسيسه أو تجديد بناءه إذا صح انتسابه إلى الصحابي الجليل "معاذ بن جبل"، ولابد من الاهتمام به من قبل الأوقاف وهيئة الآثار، والحفاظ على ما تبقى من الزخرفة في بقية السطح والعمودين الذين يرتكز عليهما السقف، ومن الممكن الحفاظ على هذا المسجد من خلال القيام بأعمال الترميمات الملائمة من قبل فنيين اختصاصيين بذلك.

من أعلام شرعب

•           أبو محمد الحسن الشرعبي: كان فقيهاً بارعاً، فاضلاً، عارفاً، كاملاً، تفقه بالإمام المشهور علي بن قاسم الحكمي ثم انتقل إلى موزع إلى قرية البرقة فأقام فيها مدة فلم تَطِب له فطلع إلى تعز وقصد القاضي بهاء الدين وكان يومئذ قاضي القضاة ووزيراً فشكى حاله عليه فولاه قضاء موزع فكره ذلك فألزمه الدخول فيه فنزل إلى موزع واستمر بها قاضياً، وسار سيرة مرضية، ووقفت عليه امرأة من الفرسانيين أرضاً هنالك وابتنت مسجداً في موزع وسألت الفقيه أن يكون مدرساً في المسجد وله غلة الأرض الموقوفة فأجابها إلى ذلك، فتفقه به جمع كثير من أهل موزع ونواحيها، وأقام ولده في قضاء موزع وكان قضاؤه غير مرضي فلما ولي القضاء بنو محمد بن عمر عزلوه وأمَّروا غيره..

•           أبو عبدالله سليمان بن أحمد بن عبدالله بن أسعد بن إبراهيم (المراني) الوزيري: كان فقيهاً صالحاً ورعاً زاهداً، تفقه في بدايته ثم بالإمام إسماعيل بن محمد الحضرمي، وأخذ الحديث عن أبي الخير بن منصور، وعن السلطان علاء السمكري. وكان يقول شعراً حسناً مع حسن فهمه وغزارة علمه وشعره في مدائح رسول الله صلى الله عليه وسلم أكثر من أن تحصر، وكان يسكن قرية "المصيابة" من "مخلاف شرعب" وهي بميم مكسورة وصاد مهملة ساكنة ثم ياء مثناة من تحتها ثم ألف وبعد الألف باء موحدة وآخر الإسم هاء تأنيث، ومن شعره في الزهد قوله:

سبيلك في الدنيا سبيل مسافر

ولا بد من زادٍ لكلِّ مسافر

ولا بدَّ في الأسفار من حمل عُدَّةٍ

ولا سيما إن خفتَ سطوةَ قاهرِ

وله ثلاثة إخوة تفقهوا أيضاً، وكان وفاته على رأس سبع مائة والله أعلم..

ومن المراجع التي رجعنا إليها عند إعداد هذا المقال: (نتائج المسح السياحي في الفترة 1996-1999م)، (موسوعة اليمن السكانية/ تأليف الدكتور محمد علي عثمان المخلافي/ الطبعة الأولى2006م)، (الموسوعة اليمنية/الطبعة الثانية)، (مجموع بلدان اليمن وقبائلها/ للعلامة المرحوم محمد الحجري)، (ومن المراجع الالكترونية موقع المركز الوطني للمعلومات (www.yemen-nic.info)، (صفة جزيرة العرب/ للهمداني)، (البلدان اليمانية عند ياقوت الحموي/ للقاضي المرحوم إسماعيل الأكوع)، (معجم البلدان والقبائل اليمنية/للباحث الكبير الأستاذ/إبراهيم بن أحمد المقحفي/ طبعة2011م)، (شمس العلوم/ للعلامة الموسوعي نشوان الحميري)، (لسان العرب/ لأبن منظور)، (اليمن الكبرى/ للمرحوم العلامة حسين بن علي الويسي)، (موسوعة القلاع والحصون في اليمن/ للباحث/أحمد الغراسي "كتاب تحت الطبع")، (تعز عاصمة اليمن الثقافية على مر العصور/المؤتمر العلمي الأول لكلية الآداب جامعة تعز ومؤسسة السعيد للعلوم الثقافية/2010م)، (العقد الفاخر الحسن في طبقات أكابر أهل اليمن وهو: طراز أعلام الزمن في طبقات أعيان اليمن/تأليف الإمام المؤرخ أبي الحسن علي بن الحسن الخزرجي/ تحقيق ودراسة عبدالله بن قائد العبادي، مبارك بن محمد الدوسري، علي عبدالله صالح الوصابي، جميل أحمد سعد الأشول/ مكتبة الجيل الجديد الطبعة الأولى2009م).

موقع الثورة نت