سطّرت لجنة اعتصام أبناء المهرة ملحمة فريدة من الصمود والعطاء، ومواقف مشرفة تجسّد العزة والكرامة. أصبحت هذه اللجنة، بما تمثله من مبادئ ونضال سلمي، أيقونة خالدة ورمزًا وطنيًا يُحتذى في الحفاظ على المكتسبات والسيادة والهوية. لقد نجحت اللجنة في كسب احترام الجميع، حتى خصومها السياسيين، بفضل نهجها الوطني وثباتها المستمر.
في ظل ما يعانيه اليمن عمومًا، والمهرة على وجه الخصوص، من تدخلات إقليمية وصراع نفوذ وأطماع سافرة، تحالفت فيها قوى متعددة لتصفية حساباتها على أرض الوطن، انبرى رجال المهرة وشرفاؤها ليتصدوا لهذا المشهد القاتم. وفي زمن عزّ فيه الصدق وارتفع فيه صوت الارتزاق والنفاق، بزغت لجنة الاعتصام كقوة وطنية صلبة، حملت على عاتقها الدفاع عن الأرض والكرامة، وما زالت حتى اليوم تقدم نموذجًا في النضال السلمي والتضحية اللامحدودة.
لقد أثبت قادة لجنة الاعتصام، وفي مقدمتهم العميد الشيخ علي سالم الحريزي – الوكيل السابق للمحافظة والمرجعية السياسية المعروفة – بعد نظرهم وحنكتهم السياسية، حيث استطاعوا قراءة المشهد واستباق الأحداث، وأفشلوا مخططات كانت تهدف للنيل من المهرة وأبنائها. أعلنوا مبكرًا وبوضوح أن التحالف بقيادة السعودية والإمارات لا يسعى إلا للوصاية على اليمن ونهب ثرواته، وأدركوا خطورة الأساليب الملتوية التي تنتهجها تلك القوى.
وما هذا السرد إلا غيض من فيض مما قدمته لجنة الاعتصام من وفاء وتضحيات، حيث وضع رجالها أرواحهم على أكفهم دفاعًا عن السيادة والكرامة، رافضين الإغراءات ومغريات المال والسلطة، مؤمنين بأن الأوطان لا تُباع، وأن اليمن لا يجب أن يُركع. تحية إجلال وتقدير لهؤلاء الأبطال الذين ثبتوا في زمن الانكسار، ووقفوا شوكة في وجه المشاريع التدميرية، مؤكدين أن المهرة ستظل عصية على الانكسار، شامخة برجالها ووفائهم.
اعتصام أبناء المهرة... لوحة ناصعة من الصمود والعطاء
أنيس منصور
08-06-2025 04:18:09
.jpg "الحوثيون يدعون لعملية تبادل أسرى شاملة بمناسبة عيد الأضحى")
