المهرة..عادات اجتماعية فريدة ومناسبات مميزة
يمان نيوز …المهرة
2024-08-21 02:58:50
في أقصى شرق اليمن تقع محافظة المهرة على مساحة جغرافية تتوزع بين الساحل والجبل والصحراء, ونظرا لموقعها الجغرافي الواسع والممتد على مساحة تقدر بحوالي (67297) كيلومتر مربعاً على تسع مديريات, جميعها تتسم بالتنوع الثقافي والتراثي الفريد، إذ يشعر المرء عند البحث والاطلاع على موروثها بالإبهار والدهشة لخصوصية هذه المنطقة وفرادتها، وهو الشعور الذي يدفع الباحث نحو التعمق والغوص في قراءة هذا الموروث البديع أكثر.
وتتميز المحافظة بخصوصيات عدة في مقدمتها اللغة المهرية التي تحتوي وتنفرد بجملة من تلك الخصوصيات المصاحبة في يوميات وحياة الإنسان المهري الذي تميزه عن غيره وتعبر في مضمونها وشكلها عن ذائقة وجمال وأصالة هذا المجتمع.
الموروث والعادات والتقاليد وبساطة الناس, جميع ذلك محل إعجاب ودهشة, وما يزيد تلك الدهشة الجهود والمساعي الشعبية والحكومية في الاحتفاظ بكل ذلك كجزء من تاريخ المحافظة الأصيل، ومثلما للأهالي فرادة في الموروث فإن لديهم لغتهم الخاصة، حيث يجري مهرجان للاحتفاء بها كل عام كيوم عالمي للغة هو الثاني من أكتوبر, ينظم خلاله وعلى مدى أربعة أيام مركز اللغات المهرية مهرجان خاص باللغة, تقدم فيه استعراضات فولكلورية وشعبية للموروثات الشعبية المختلفة للحفاظ عليها وجعلها متجددة في أذهان الأجيال.
مراسيم الزواج..
بطريقة مباغتة تبدأ طقوس ارتباط الفتاة بشريك حياتها في محافظةِ المهرة، من خلال رمي الأب بمئزر على رأس أبنته, والتي يطلق عليه في مجتمع المحافظة بالربط، وهي طريقة مميزة تنفرد بها المحافظة دون غيرها.
وتختلف التقاليد المرتبطة بهذا الموروث باختلاف جغرافيا المنطقة، وبيئة القبيلة، لكنها تجتمع في طقوس الذبائح والأهازيج والرقصات.
التزيين..
يعتبر البياض من مقاييس الجمال في المهرة، ولذا وجدت طرق فريدة للحصول على بشرة بيضاء سواء في المناسبات أو بدونها.
ويأتي دور الكوافيرة لتزيين العروس والتي تسمى موسيت, حيث تقوم النساء بعملية خدش بسيط للأوردة الدموية الواقعة في جبهة العروس أو الرسغ، وذلك باستخدام قطعة من الزجاج ليخرج الدم بمقدار معين. بعدها يجري تقطير الدهون, إضافة إلى نقش الذقن تحت الشفة السفلى، ثم تعقد ضفائر الرأس بشكل معقد، وتوضع فيها أنواع من المكونات العطرية لتصبح ذات رائحة جميلة.
بدء المراسيم(لون الدان دان)..
تتعدد أوقات الزفاف، فمن الناس من يحدد الموعد من الصباح إلى المساء، وبعضهم يفضل أن يكون في المساء، وفي كلتا الفترتين تتساوى المراسيم والعادات والتقاليد.
تبدأ مراسيم الزفاف برجزيت الدان دان وزامل الهبوت، ويتضمن ترحيب قبيلة الزوجة بالضيوف باللغتين العربية والمهرية، وتستقبل كل قبيلة ضيوفها بشاعرها, وهو لون من الألوان الغنائية في الزفاف المهري وتختلف مسمياتها وقواعدها وتصنيفاتها، سواء أكانت جماعية أو فردية.
يؤدى هذا اللون في مناسبات الأعياد والأعراس والمؤتمرات القبلية، ويقوم بأدائه صف من الرجال مقسم إلى مجموعتين، كل مجموعة تؤدي بيتا من القصيدة، وتصحب هذا اللون رقصة تسمى زفنيت.
يلقى هذا اللون على فترتين الأولى تسمى رجزيت حيث تجري على هذا النحو وقد تمتد لساعتين يتخللها الرقص وسط دائرة كبيرة من الشعراء والراقصين.
المحراس..
أما في الليل فتقام مراسيم المحراس وتتكون قصيدة الدان دان من بيتين، وكل بيت من شطرين.
تأخذ المناسبة الليلية مساحة واسعة من الاحتفال بطريقة تقليدية تبدو أكثر وضوحا وجمالا في اللوحة الفنية والجمالية الآخذة للطقوس.