:: في احاطة بمجلس الامن المبعوث الاممي يدعو الأطراف اليمنية إلى الانخراط بجدية مع جهود تنفيذ خارطة الطريق      :: اليونيسف : أكثر من 7 ملايين طفل يمني بحاجة إلى خدمات الحماية خلال 2025      :: الأمم المتحدة: تغير المناخ والصراع باليمن يؤثران سلبا على الزراعة وسبل العيش      :: مسؤول روسي يؤكد استعداد بلاده لدعم اليمن في مختلف المجالات     

كتابات

انتصار الشعب السوري: ملحمة صمود وعزيمة لا تُقهر

       كتب/محمد ناجي 2024-12-09 02:30:39
انتصار الشعب السوري: ملحمة صمود وعزيمة لا تُقهر

كتب محمد ناجي


الشعوب تُقاس بقدرتها على مواجهة الصعاب وتخطي المحن، والشعب السوري اليوم يُثبت للعالم أجمع أنه رمز الصمود والإرادة الحرة. سنوات طويلة من المعاناة لم تضعف عزيمته، وظروف قاسية لم تنل من كرامته، بل زادته إصرارًا على استعادة حقه في العيش بحرية وكرامة. إن انتصار الشعب السوري على الظلم والطغيان ليس مجرد حدث سياسي أو عسكري، بل هو ملحمة إنسانية تُدرس للأجيال القادمة.

منذ بداية الثورة، كان مطلب الشعب السوري بسيطًا وواضحًا: الحرية والكرامة. لم يكن يريد أكثر من حقوقه الأساسية التي يكفلها له دينه وإنسانيته. لكن الرد كان قمعًا وظلمًا وحربًا أكلت الأخضر واليابس. آلاف الأرواح أُزهقت، ومدن كاملة تحولت إلى ركام، وملايين الناس أُجبروا على النزوح واللجوء. ومع كل هذا، لم يُثنِ هذا الشعب عن عزمه ولم يكسر إرادته، بل جعلته هذه المحن أكثر قوة وصلابة.

إن انتصار الأحرار اليوم ليس وليد اللحظة، بل هو نتيجة سنوات من الكفاح والتضحيات الجسيمة التي قدّمها السوريون في الداخل والخارج. هو ثمرة لصبر الأمهات اللواتي ودعن أبناءهن، ولصمود المعتقلين الذين تحملوا أقسى أنواع التعذيب، ولشجاعة الأطفال الذين كبروا قبل أوانهم وسط الدمار. هذا النصر هو رسالة للعالم بأن إرادة الشعوب أقوى من الطغاة، وأن الحرية مهما تأخرت فإنها لا تموت.

الشعب السوري، الذي رفض الخضوع منذ اليوم الأول، لم يكن ينتظر الدعم من أحد، بل اعتمد على إيمانه بالله وعدالة قضيته. وبينما تخلى عنه الكثير من القريب والبعيد، ظل يؤمن بأن النصر لا يُمنح بل يُنتزع. وكلما حاول الطغاة طمس صوته، كان صوت الحرية يرتفع أكثر فأكثر.

اليوم، ومع كل خطوة انتصار يحققها الأحرار، نتعلم دروسًا عظيمة من هذه الثورة. نتعلم أن الصبر مفتاح الفرج، وأن الحق قد يُحاصر لكنه لا يُهزم، وأن الظلم مهما طغى وتجبر فمصيره الزوال. كما نتعلم أن النصر لا يأتي من السلاح وحده، بل من قوة الإيمان بالقضية والتمسك بالمبادئ.

هذا النصر لا يخص الشعب السوري وحده، بل هو انتصار لكل من آمن بالعدل والإنسانية. هو رسالة لكل الشعوب المظلومة بأن النصر ممكن، مهما طال الطريق وصعبت الظروف. انتصار سوريا اليوم هو انتصار لكل إنسان حر، ولكل قلب ينبض بالحق.

لكن مع فرحة النصر، يأتي التحدي الأكبر: بناء سوريا الحرة التي يحلم بها الجميع. سوريا التي تحفظ كرامة الإنسان، وتعيد الحقوق لأصحابها، وتبني مستقبلًا يليق بتضحيات هذا الشعب العظيم. وهذا يتطلب من الجميع الوقوف معًا، ونبذ الخلافات، والعمل بجد لإعادة الإعمار ليس فقط في المدن والقرى، بل في النفوس والقلوب أيضًا.

فلنقف احترامًا وإجلالًا للشعب السوري الذي صمد في وجه الظلم والطغيان، والذي أثبت أن الحرية تستحق كل التضحيات. مبروك لكل أحرار سوريا، مبروك لكل من آمن بأن النصر قادم، مبروك لكل من لم يساوم على حقه. أنتم اليوم تكتبون التاريخ بأيديكم، وتتركون للعالم درسًا خالدًا: الحق لا يموت، والحرية لا تُقهر، والنصر دائمًا حليف الشعوب الصامدة.

يا أحرار سوريا، أنتم قدوة للعالم، وأنتم الأمل لكل من يناضل ضد الظلم. سيروا على دربكم، فالتاريخ يكتب الآن باسمكم، وسوريا الحرة تستحق كل ما قدمتموه.