جوازات مأرب .. الاحمر و الشميري مثالا" للإلتزام والإخلاص
بقلم: بسام جسار الزمر - مؤسس حركة البطالة الجامعية
2024-12-23 08:57:36
في زمن كثرت فيه الشكاوى وتراجع مستوى الخدمات، يلمع بيننا أشخاص نادرون يجسدون أسمى معاني التفاني والإنسانية في أداء عملهم. بالأمس، وجدت نفسي أمام تجربة لا يمكن إلا أن تدفعني للتعبير عن امتناني وتقديري العميق.
في إدارة الجوازات ، احتجت إلى إتمام معاملة بدت معقدة في البداية.حيث كانت قد أنتهت صلاحية جوازي منذ سنوات ، وعندما وقبل أن اجرى عملية نزيف الدماغ الناجحة في مستشفى كرى وعدم معرفتي بحال الورم في دماغي ، أستصعبت تجديد جوازي وكانت حالتي تستدعي سرعان إجراء العملية خلال يومين. وبعد إجراء العملية ونجاحها قلت أجدد جوازي فربما أحتاج السفر للعلاج أو لأداء العمرة إذا يسر الله ، وكنت لم أتوقع هذا التعاون الذي وجدته بداية من الموظف الذي قطع الإستمارة ثم موظف صفحة البيانات ثم غرف التصوير ، ثم بعد ذلك طباعة الجواز خلال أيام قليلة. فقد كنت أتوقع إنتظار أشهر لأحصل على جوازي ، بحثت عن رقم صديق قديم وهو الرائد أسامة الشميري ، وقد أنقطعت عن التواصل معه سنوات طويلة ، و لأني قد وجدت أصدقاء كثر يتغيرون عندما ترتفع مستوياتهم الوظيفية أو المالية أو تحتاجهم يفعلون أنفسهم ميتين حتى وإن لم تطلب منهم شيء ؛ لم أطمع حتى في تعاون صديقي ، لكن بفضله ومدير الجوازات العميد عبدالله الأحمر ، لا تسعف الكلمات في وصف تواضعهما وحسن أخلاقهما، تم إنجاز المعاملة بسرعة مذهلة ودون أي مقابل. لقد تعاملوا معي بروح خدمية صادقة، تاركين خلفهم كل صور البيروقراطية التي تزعج الكثيرين.
المدير الأحمر الذي يبدو عليه التعامل الصادق ، أظهر اهتمامًا حقيقيًا بحاجتي، ولم يتردد في تسخير كافة الإمكانيات لتذليل العقبات أمامي ، بل إنه أرسل رسالة نصية تبلغني بأن جوازي جاهز . أما الشميري والموظفين ، فقد كانوا مثالاً حيًا للالتزام والإخلاص، حيث أنجز معاملتي بأقصى درجات الكفاءة والسرعة.
وعندما سألت الشميري : هل مدير الجوازات هكذا مع كل الناس ؟؟ أم لأنك قد بررت له حاجتي ؟ أجاب أن مدير الجوازات يبلغ كل من طبع جوازه ..
إن هذا الموقف يعيد الأمل ويؤكد أن هناك أشخاصًا يعملون ليس فقط من أجل الرواتب أو المناصب، بل من أجل القيم والمبادئ التي تعكس صورة إيجابية عن مؤسساتنا.
إلى ذلك المدير والموظفين العزيزين، أقول: شكرًا من القلب. أنتما نموذج يحتذى به، وأتمنى أن تصل كلماتي هذه لتكون شهادة حق تليق بمقامكما العالي ومقام موظفي الجوازات .
إن الأمل يكبر بوجود أمثالكم، ونتمنى أن تنتشر هذه الروح الإيجابية في كافة مؤسساتنا، لتصبح الخدمة العامة بحق عنوانًا للمحبة والاحترام.