قال رئيس الدائرة التنظيمية ما في لجنة اعتصام المهرة حمزة خودم أن ما يجري في محافظة المهرة لم يعد قابلاً للتفسير بوصفه ترتيبات أمنية مؤقتة، بل يكشف عن مشروع عسكرة ممنهج يستهدف تفكيك المجتمع المهرّي من الداخل، وكسر موقفه الموحد، عبر تشتيت شبابه وإعادة توزيعهم على تشكيلات عسكرية متعددة تتبع قوى الاحتلال وأدواته المحلية. لا يعكس حرصًا على أمن المحافظة، بقدر ما يعكس محاولة مدروسة لفرض واقع أمني مصطنع، قائم على تعدد الولاءات وتناقض مراكز القوة.
وأضاف خودم و رغم خطورة هذا الواقع، فإن أبناء المهرة، بتاريخهم العريق وتماسكهم القبلي والاجتماعي، يدركون خطورة الانزلاق إلى اقتتال داخلي، ولن يوجّهوا السلاح إلى بعضهم البعض. غير أن الخطر الحقيقي يكمن في طبيعة هذه التشكيلات ذاتها، التي لن تبقى — كما يُروَّج لها — مهرية خالصة، بل ستتحول، كما أثبتت التجارب، إلى واجهات أمنية يُدمج فيها عناصر من خارج المحافظة، لفرض واقع أمني جديد يُدار بقرار خارجي، ويُستخدم لخدمة أجندات لا تمتّ لمصلحة المهرة وأبنائها بصلة.
وفي خضم هذا المشهد قال خودم يبرز موقف اللجنة الاعتصام السلمي لأبناء المهرة موقفًا وطنيًا ثابتًا، منحازًا بشكل واضح إلى سيادة الوطن، ومتمسكًا بمبادئه منذ تأسيسه دون تبدّل أو تراجع. فقد حذّرت اللجنة في مراحل سابقة من مخاطر عسكرة المهرة وفرض وقائع أمنية مفروضة، وما يجري اليوم يؤكد صحة تلك التحذيرات، ويعزز مشروعية موقفها الرافض لهذا المسار