د. عبدالحي علي قاسم.... الحشاء وشم جبالها المقاومة: حيوية الموقع!! ونباهة القيادة!!
23/02/2019 23:19:59
هناك حلمي يعانق المقاومة، كما يعانق قمة "وعل" سحائب السماء. هناك يحلق حلم النصر، كعزة الجبال الشاهقة في مواضع الثريا.
الجمهورية،، ورجالاتها البواسل في الحشاء يستمدون قوتهم، وعتادهم، وصمود رباطهم من علو القمم، التي لا تعلوها، سوى قوة السماء التي تباركهم وتحيطهم برعايتها.
صحبت جدي الشيخ عبدالله صالح المشرقي رحمة الله عليه ذات ليلة من عدن الجرف إلى قمة "وعل"، ودارها التاريخي الذي يقطنه، مشيدا بحماية تعجز الأسود أن تقتحمه، لا ثعالب وضباع الحوثي الإجرامية.
وصلت برفقة جدي إلى تلك القمة ليلا، ببالغ مشقة، قوة الرجل الثمانيني أعجزت شبابي وتركته حائرا من صلابة الشيوخ، فكيف الحال من عصف قوة الشباب المتمرس لظروف قهر الطبيعة؟
أشار جدي بأصبعه من رأس دار وعل ليقل بني! ألا ترى أنوار جبل صبر وأنوار عدن الحبيبة؟ هنا لخص مغزى الأرتفاع وأبعاد موقعه الحيوي في نبض دمائنا الوحدوية. الشعور في تلك القمة لا يدرك سعادة نسائمها، ونفحات علو مراقيها إلى من حضي بقرب زيارتها، ما أقرب النجوم من منزلة ذلك العلو، فليتنا بهمة تبلغنا ذلك الارتفاع، عندها لن ترى عصابة مرتزقة تمشي على أربع.
لقد زج الحوثي بقطعان ضباعه في شراك أسود الجبال الثائرة. ولن يحصد في أحسن الأحوال سوى عظام رفاتهم إن أمكن.
في الحشاء، فتح الحوثي على نفسه جبهة ستزلزل كيان قوته المريضة، فقوة جبالها لا تناطحها قرون المرضى المزورين، ومدد من يأتي برفاة جثثهم من بطون أودية الطمع، لزرع مشروع العبودية في الشم من الجبال الراسيات.
عبثا يالصوص التاريخ أن تغيروا أسم المجد، أو تنالوا من معالمه العظيمة، بعصابة الأبناء، التي تطفلت كذبا على أشراف بيت هم منكم براء.
لقد جاءت بكم الأطماع إلى جبال لا تعرف فزعا من الموت الذي تنشرونه. ربما لا تعلمون أنكم أنزال غرباء حقراء أدعياء باطل في قوم هم الشجاعة والرجولة لو فطم لهم رضيع.
أعي ما أقول جيدا أن الحشاء لا تعرف البكاء نساءهم وليس الرجال، لأنهم ببساطة سادة شموخ الموت، وعنوان مدرسته الحقيقية يا قطعان الغدر وعبيد الفرس.
قدمت العزاء لخالي عبده صالح وصادق عثمان باستشهاد المهندس عبدالله صادق وابن عبدالله عثمان، فرد علي بل التهنئة يادكتور منك وليس النعي، وإبني.... وأبناء الحشاء واحدا تلو الآخر فداء لليمن من أن تقع سبية مشروع العبودية والعار الكهنوتي.
لله در الجبال الشم وهمة نفوسها، لله در أسودا مرابض الشجاعة موطنها، تقتحم الخوف وأسوار بأسه دون أن تلتفت لعويل المثبطين، ورعاديد العبيد المطبعين.
يافخامة الرئيس! طالما وضعنا نقاط أهمية، وحيوية موقع الحشاء الإستراتيجي وسلسلة جغرافيته، كموقع متوسط بين إب وتعز ومدينة الضالع، وانتصار مقاومته، ودعمها بقوة كفيلة بأن تحرر إب وتعز، وتحمي ظهر مدينة الضالع الغربي مثلما أن خذلانها سوف تكون بمثابة كارثة في ميزان المعركة مع العصابات.
لا شك أن حكمة القيادة السياسية ونباهتها تعي بما فيه الكفاية بضرورة إنتهاز فرصة وجود مقاومة أبناء الحشاء الميامين لإكمال مسيرة التحرير في المناطق الوسطى، وتطويق عصابات الحوثي في إب وتعز تمهيدا لإسقاطها. مثلما أن نباهة القيادة السياسية تدرك جيدا أن أي تموضع وسيطرة حوثية وإدخال قواعد صاروخية إلى جبال الحشاء، فلحج ومثلث العند وحتى عدن ستكون بسهولة في متناول ضرباتهم الصاروخية، وليس فقط انكشاف وسقوط مدينة الضالع. لذا، كلنا أمل في تحرك واستجابة عاجلة وقوية للشرعية تتوازى وأهمية هذا الحصن الثوري.
أخيرا،، ستنتصر الحشاء وسيغرق المشروع الحوثي، ويدفن بين جنبات بأسها وما ذلك على الله بعزيز.